'الشائعات' سالح إسرائيلي قديم – جديد، استغل الصطياد الفرص وتحقيق أھداف تتلخص بإشاعة الذعر والخوف مثلما حصل أبان النكبة
وحدة المجتمع كما في فترة انتفاضة الحجارة (1987 ،(وتشويه صورة قيادات سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية وزعزعة ثقة المواطن
أن قيادات دينية لم تسلم من ھذا السالح لتحجيم دورھا في المجتمع، خاصة إن كان إيجابيا من الناحية الوطنية.
زرع االحتالل في بدايات المشروع الصھيوني ' ُمستعربين' في قرى ومدن فلسطينية مختلفة كانت تتحدث عن أھوال مجازر وحاالت
ُمفبركة بھدف دفع المواطن الفلسطيني للھروب خوفا على عرضه وحياته، وبعد عقود على ھذا النھج، اعترفت قيادات عصابات
و'شتيرن' وغيرھم باستخدام ھذا األسلوب لتحقيق أھدافھم اإلجرامية.
ّت الحاجة لزرع ُ المستعربين لھذ
وبعد قيام دولة االحتالل عام 48 واحتاللھا ما تبقى من فلسطين في حرب األيام الستة عام 67 ،قل
واستبدل بتوظيف ُعمالء لتأدية ھذه الوظيفة. ويقول أحد ھؤالء الذين وثقت اعترافاتھم، إن ضابط المخابرات اإلسرائيلي المسؤول عنه
منه أن يبث الشائعات في المركبات العمومية حول الحركات الوطنية والشخصيات القيادية كجزء من مھام عمله في جھاز المخابرات اإلسر
المفوض السياسي لألجھزة األمنية اللواء عدنان الضميري، قال في مقابلة تلفزيونية ُمسجلة، إن االحتالل يھدف من وراء بث الشائعات
النسيج االجتماعي الفلسطيني'.
مع مرور الزمن وتطور التكنولوجيا، ّحدثت إسرائيل عبر أجھزتھا المختلفة أساليب بث اإلشاعات، ّ ووظفت عدة وسائل إعالم إسرائيلية لت
الشائعات لتلتقطھا وسائل إعالم عربية وفلسطينية لھا مصلحة معينة وخدمة غاياتھا مع اإلبقاء على المصدر كنوع من المصداقية
الزائفة.
ومن ُجملة ما تعرض له المجتمع الفلسطيني من شائعات ذات مصادر إسرائيلية تمت إعادة تدويرھا وتوظيفھا من خالل مقاالت أو ترجم
عدم صحتھا: المقترح المصري المزعوم للتنازل عن جزء من شبه جزيرة سيناء إلقامة الدولة الفلسطينية عليھا، وإحالة أحد ا
الفلسطينيين لھيئة مكافحة الفساد، وقضية مياه مدينة روابي، وغيرھا من القضايا التي ُي ّ فضل االحتالل استغالل جھل البعض وانتھازيته
البعض، لتنفيذ مآربه وإضعاف وحدة شعبنا وتماسكه وثقته بنظامه السياسي واالجتماعي واالقتصادي.