مدينة روابي الفلسطينية الواقعة بجانب رام الله تثير الغيرة. ليس فقط بسبب النجاح االستثنائي في تخطيط مدينة بأكملھا والتي
تھدف الى توفير مساكن سھلة الوصول والئقة باالف االزواج الفلسطينية، وأيضا ليس بسبب المنظر الرائد الذي تطل عليه. ھذه
الغيرة تأتي من المستوطنين والسياسيين االسرائيليين الذين يعتبرون كل نجاح فلسطيني فشال اسرائيليا.
 اللعبة العدمية التي تميز العالقات مع الفلسطينيين ال تنحصر فقط في الساحة الدولية وانما أيضا في الضفة وفي شرقي القدس.
روابي التي جاءت أغلبية مواد البناء التي استخدمت فيھا من الموردين والمنتجين االسرائيليين تنتظر منذ اشھر طويلة ربطھا
حوالي الف ٍ مشتر . بشبكة المياه. قد تم استكمال شققھم ال يستطيعون االستمتاع بشبكة المياه حتى االن
 الذريعة الرسمية للعقوبة التي فرضت على ھؤالء المالكين ھي أن لجنة المياه المشتركة االسرائيلية – الفلسطينية، لم
تجتمع منذ سنوات. وبما أن كل مصادقة على امدادات المياه تعتمد على موافقة اجماعية العضاء ھذه اللجنة، فما من طريقة
للمصادقة على ربط مدينة روابي ھذه بشبكة المياه. االدعاء الذي يصاحب ھذه الذريعة ھو ان الفلسطينيين يحجمون عن عقد
اجتماع لجنة المياه المشتركة النھم ال يريدون المصادقة على امداد المشاريع االسرائيلية والمستوطنات بالمياه.
 االدعاءات تبدو محقة للوھلة االولى. ذلك الن لجنة المياه المشتركة قد اقيمت كامتداد التفاقيات اوسلو ومطلب صدور
موافقة مشتركة للمشاريع االسرائيلية والفلسطينية يھدف الى توزيع مالئم وعادل للمياه للمجموعتين السكانيتين. اال ان ھذه
االدعاءات ال تصمد امام المنطق ذلك الننا ال نعلم بوجود مشروع اسرائيلي لم يقم بسبب عدم وجود تصريح من لجنة المياه.
 االھم من ذلك ان االرتكاز على اتفاقيات اوسلو كمصدر صالحيات لتوزيع المياه مثير للضحك. ذلك الن تلك االتفاقيات
تنص ايضا على أن اسرائيل ملزمة بتحويل اموال الضرائب التي تجبيھا من أجل السلطة لخزينة ھذه السلطة. ولكن الحكومة
التي قد اعلنت قبل حين عن دفع اتفاقيات اوسلو وتتجاھل بنود كثيرة منھا تتشبث بھا بشدة عندما تتيح لھا معاقبة الفلسطينيين.
النتيجة ھي ان اسرائيل تخرق اتفاقيات اوسلو التي تنص على تحويل أموال الضرائب لخزينة السلطة ولكنھا ال تتردد في
االعتماد عليھا عندما تتيح لھا تجفيف مدينة روابي.
 ربط روابي بشبكة المياه يلقى تأييد ودعم منسق العمليات في المناطق، وليس لھذا الربط أي تأثير على التوازن االمني
وھو ينطوي على حل ممتاز للضائقة السكنية في الضفة. يتوجب على الحكومة االسرائيلية أن تصدر أوامرھا الفورية بربط
المدينة بالمياه والسماح بدخول المالكين اليھا بال تأجيل.