Facebook

الأخبار

المواطنون بدأوا بالانتقال للسكن في مدينة الروابي الفلسطينية، أول مدينة فلسطينية مخططة حديثة ومعاصرة في الضفة

نتقل خالد العملة، زوجته وابنيه اليافعين الى شقتهم الجديدة قبل أسابيع قليلة. قد يكون لا شيء مميز في هذا الحدث، عدا عن أن الشقة تكمن في المدينة الفلسطينية الحديثثة المشيّدة من الصفر في المناطق الواقعة تحت سيطرة إسرائيلية في الضفة الغربية، الى جانب مستوطنة يهودية إسرائيلية.
معنى الكلمة يصف الموقع، الروابي، أي الأماكن المرتفعة أو التلال، وتقع المدينة بمسافة 15 دقيقة سفر من رام الله العاصمة الإدارية لفلسطين. في يوم صافٍ قد يكون بوسعك رؤية الطريق نحو تل أبيب وحتى البحر المتوسط وأبعد.العملة واحد من السكان الرائدين. حتى الآن لم تنتقل الا بضع عشرات من العائلات، الأمر الذي يدفعه الى القول إنه يجعل المدينة تبدو كمدينة أشباح أحيانا. خارج شقتهم يستمر البناء، في الداخل يشعر المرء في بيته. "عندما أعود وأفتح الباب، أشعر بارتياح في منزلي. يستطيع الأولاد اللعب خارج الباب، كل شيء بخير. حتى مع أعمال البناء خارج منزلي أشعر بارتياح"، يقول العملة وهو مهندس مدني ومخطط مدن. ولديه سبب جيد ليشعر بالارتياح، شقة ذات ثلاثة غرف، غرفتي استقبال (جلوس)، وشرفة، منازل بأعلى المستويات ولكن بسعر 20-25% أدنى من رام الله.حتى الآن قد اشترت 650 عائلة فلسطينية شققا في الروابي، بمساحات تراوح بين 90 – 200 متر مربع، بقيمة تراوح بين 62 – 220 ألف دولار. ويخطط أن تأوي الروابي 6000 عائلة فلسطينية بعد اكتمال بناء الأحياء الـ23 في غضون خمسة الى سبعة أعوام.ويقول الملياردير بشار المصري (54 عاما) مدير عام شركة مسار العالمية ومؤسس مدينة الروابي لـi24news إن المدينة مفتوحة أمام أي فلسطيني يرغب بشراء شقة في فلسطين، ويضيف "نحن لا نستهدف أي أجنبي لأننا نعنى بشؤون أبناء الشعب الفلسطيني". ويتابع "فهم يبحثون عن شيء متطور، يبحثون عن مستوى معيشة مرتفع. يستحقون أفضل مما يحصلون عليه".الروابي مبنية من الأرض المقامة عليها، فقد استخرجت حجارتها الصفراء، البيضاء، والرمادية من محجر قريب. وقد منحتها ألوانها الزهية اللقب "فلسطين الذهبية".

 

 ما ان ينتهى من بنائها ستضم الروابي سلكها التعليمي الخاص، مركز طبي متخصص، مسجد وكنيسة، مركز للمدينة يشمل دور عرض وسينما، بركة سباحة، منتجع، فندق، مركز للمؤتمرات – وحتى مدرج روماني انتهى العمل على الجزء الأكبر منه.ويؤكد المصري الذي يموّل المشروع بنحو 1.2 مليار دولار من شركته مسار العالمية ومستثمر قطري "أردنا أن نقيم مشروعا اقتصاديا كبيرا له وقعه في فلسطين. أردنا أن نثبت لأنفسنا أنه بوسعنا بناء دولة فلسطينية". ويشير الى أن "هذه ليست الا مركبا صغيرا مما نرغب بإظهاره للعالم عن قدراتنا على البناء. نحن نبني ولا نهدم".ولكن هذا المشروع العملاق لم يكن سهلا ولم يمر بسلاسة. المشروع الرائد والذي أعلن عنه عام 2008، انطلق عمليا بأعمال الحفر عام 2010 وبوشر بأعمال البناء عام 2011. انتظار مصادقة السلطات الإسرائيلية على مد خط المياه للمدينة – مسألة عالقة بسبب التوترات السياسية بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية – أدت الى تعليق المشروع لأكثر من عام وتسببت بخسائر ملايين الدولارات ربح.وقد تسبب مخطط لبناء منطقة صناعية فلسطينية العديد من المعارضات من جانب مستوطنة عطروت الإسرائيلية القريبة. كما أن علاقات المصري المقربة بالسلطات الإسرائيلية لا تُرضي جميع الفلسطينيين الذين يعتبرون هذا التعاون تطبيعا مع العدو المحتل.ولكن المصري ابن نابلس البالغ 54 عاما، والذي رشق الحجارة في شبابه تجاه دوريات اسرائيلية واعتقل قبل أن يهاجر الى الولايات المتحدة لأجل الدراسة وكسب ثروته، يرى الأمور من منظور آخر. "عندما يوجد احتلال واسرائيل هي المحتل، الكثير يعتمد على إسرائيل" كما قال في مقابلة مع موقع "المرصد" عام 2014.العملة متفائل أيضا "هذه أول مرة أقابل فيها مشروعا إعماريا ضخما بهذا الحجم مخطط له في المناطق الفلسطينية... وهو مثال جيد لفلسطينيين يفكرون بشكل صحيح ويطمحون لمستقبل أفضل".إحدى طموحات مؤسسي المدينة هي إضافة لون إضافي الى لونها الذهبي، الأخضر – لكونها مدينة صديقة للبيئة. كما أنه يخطط أن تكون مدينة ذات تكنولوجيا عليا، وتشمل شبكة من الألياف البصرية تحت الأرض في كل مكان وتطلع نحو شركات عالمية.ويلخص المصري بالقول "أعتقد أن الروابي ستكون مثل أي مدينة أخرى في فلسطين، لا نهاية لها، ستواصل النمو والتطور لعشرات السنين".ميراف سافير هي مراسلة قناة i24news

 

للاطلاع على الخبر عبر الموقع الذي قام بنشره، الرجاء الضغط هنا

 
 

 

اقرأ المزيد